أمطار غزيرة ترفع منسوب نهر الدانوب إلى مستوى الفيضان في النمسا

أمطار غزيرة ترفع منسوب نهر الدانوب إلى مستوى الفيضان في النمسا

هطلت أمطار غزيرة على النمسا طوال فترة المساء أمس الاثنين, وتسببت في ارتفاع منسوب مياه نهر الدانوب وفيضان مياه النهر في بعض المدن، خاصة مدينة لينز عاصمة ولاية النمسا العليا، التي ارتفع فيها منسوب النهر إلى 6.80 متر.

وتوقع خبير الأرصاد الجوية كريستيان فاكونبينجر أن يتجاوز منسوب النهر اليوم أقصى مستوى له في مدينة "لينز" بواقع 7.10 متر والبقاء على هذا المستوى لفترة طويلة، وقال “لقد تجاوز مستوى المياه حد التحذير بأكثر من متر ونصف”.

وتتأثر النمسا حالياً بحالة الطقس التي تتعرض لها ولاية "بافاريا" الألمانية المجاورة، واتخذت أجهزة الدفاع المدني والإطفاء المزيد من الإجراءات الاحترازية وحماية الأقبية بوضع أكياس الرمل في المناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات على ضفتي نهر الدانوب بعدة مدن منها عاصمة ولاية "النمسا العليا" ومدينة "شاردينغ، التي ارتفع فيها منسوب نهر الدانوب بمقدار متر، وتتوقع أجهزة الدفاع المدني وصول مستوى مياه النهر إلى الذروة خلال اليوم الثلاثاء.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية